للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معاملة مع الله، لا توزن بالقلة والكثرة، بل تحمد عند الله على كل حال، فقليلها عنده كثير، وهين العمل عند الرب الكريم كبير «فاتقوا النار ولو بشق تمرة» (١).

يقول جابر بن سليم الهُجيميّ: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، إنّا قوم من أهل البادية، فعلّمنا شيئًا ينفعنا الله تبارك وتعالى به؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تحقرنّ من المعروف شيئًا؛ ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلّم أخاك ووجهك إليه منبسط» (٢).

وبمثل هذا التعليم لأهل البادية علم - صلى الله عليه وسلم - أهل الحضر، فقال: «يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة» (٣).

ويعلمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - قبول هذا القليل وعدم انتقاصه في حديث آخر، فيقول: «لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت» (٤).


(١) أخرجه البخاري ح (١٤١٧)، ومسلم ح (١٠١٦).
(٢) أخرجه أحمد ح (٢٠١١٠).
(٣) أخرجه البخاري ح (٢٥٦٦)، ومسلم ح (١٠٣٠).
(٤) أخرجه البخاري ح (٢٥٦٨).

<<  <   >  >>