للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن حجر: "وفي الحديث دليل على حسن خلقه - صلى الله عليه وسلم - وتواضعه وجبره لقلوب الناس، وعلى قبول الهدية وإجابة من يدعو الرجل إلى منزله، ولو علم أن الذي يدعوه إليه شيء قليل" (١).

وأحياناً يُخذِّل الشيطان الواحد منا عن صنع المعروف، بحجة أن من نصنع له المعروف قد لا يكون محتاجاً، فقد يكون مدعياً كذاباً اعتاد التسول واحترفه، لكن ينبغي أن لا ننسى أنه قد يكون صادقاً محتاجاً، فلا يصح أن نمتنع عن بذل المعروف، فنعاقب المحتاج بجريرة الكذاب.

وحتى يتجاوز المسلم هذا التخذيل الشيطاني ويستمر في بذل المعروف؛ يسوق - صلى الله عليه وسلم - قصة رجل تصدق على غير مستحق للصدقة، وقبِل الله صدقته التي وقعت مرة في يد غني، وأخرى في يد تستحق القطع (سارق)، وثالثة في يد آثمة لامرأة زانية، يقول - صلى الله عليه وسلم -: «قال رجل: لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته، فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تُصدِّق على سارق، فقال: اللهم لك الحمد، لأتصدقن بصدقة.


(١) فتح الباري (٩/ ٢٤٦).

<<  <   >  >>