للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولأجل ذلك يحب الله من عباده إخفاء صدقاتهم ومعروفهم قال تعالى: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ} (البقرة: ٢٧١)، فالعبد الذي يُسِر بعمله يحبه الله تعالى، قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء» (١)، ويوم القيامة يحشرهم في ظلال عرشه، في يوم لا ظل فيه إلا ظله، فقد ورد في حديث السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» (٢).

بذل الشفاعة باب من صناعة المعروف:

ومن صور صناعة المعروف ما لا يكلف مالاً، ومقصودي بذلُ الشفاعة والجاه بغية كشف كرُبات الناس وحلِّ مشكلاتهم، وقد صنعه - صلى الله عليه وسلم - سعياً في تفريج هموم الناس والتخفيف من معاناتهم، من ذلك شفاعته لعبد يدعى مُغيث عند زوجته السابقة بَريرة، والقصة يرويها البخاري، وفيها أن زوجَ بريرة كان عبداً يقال له مغيث، وكان يحبها، ففارقته.


(١) أخرجه الحاكم (١/ ٤٤)، وابن ماجه ح (٣٩٨٩).
(٢) أخرجه البخاري ح (٦٦٠)، ومسلم ح (١٠٣١).

<<  <   >  >>