للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يطمعْ في إسلامه ولم يكن في قَبولها مصلحة، لأن الهدية توجب المحبة والمودة ..

قال الطبري: إنما رد النبي - صلى الله عليه وسلم - مِن هدايا المشركين ما علم أنه أُهدي له في خاصة نفسه ..

قال القاضي: .. إنما قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - هدايا كفار أهل الكتاب ممن كان على النصرانية، كالمقوقس وملوك الشام، فلا معارضة بينه وبين قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يقبلُ زبْد المشركين»، وقد أبيح لنا ذبائح أهل الكتاب ومناكحتهم بخلاف المشركين عبدة الأوثان» (١).

الهدايا المنهي عنها:

بقي أن ننبه على نوع آخر من الهدايا، وهي الهدايا التي حرمها الأسوة الحسنة - صلى الله عليه وسلم - أو نهى عنها لما فيها من التعدي على حقوق الآخرين أو الإضرار بهم.

وأول أنواع الهدايا المنهي عنها هديةُ بعض الأبناء دون بعض، وإيثارُهم بشيء من المال دون إخوانهم، فهذا وإن كان نوعاً من التحبب للابن المهدى إليه؛ إلا أن فيه تجافياً عن


(١) شرح النووي على صحيح مسلم (١٢/ ١١٤).

<<  <   >  >>