للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يأكلها صاحبها سُحتاً، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «هدايا العمال غلول» (١).

ونقل الطبراني عن ابن عباس أن رجلاً أهدى إلى عمر - رضي الله عنه - فخذَ جَزور، ثم أتاه بعد مدة ومعه خصم له، فقال الرجل وهو يريد تذكير الخليفة بهديته: يا أمير المؤمنين، اقض لي قضاء فصلاً؛ كما يُفصل الفخِذ من الجَزور.

فضرب عمر - رضي الله عنه - بيده على فخذه، وقال: (الله أكبر، اكتبوا إلى الآفاق: هدايا العمال غلول) (٢).

وحين استعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن الأُتَبيَّة الأزدي على الصدقة قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هذا لكم، وهذا أهدي لي.

فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - مقالته، وقال: «فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه، فينظر يُهدى له أم لا. والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منه شيئاً إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيراً له رُغاءٌ، أو بقرةً لها خُوار، أو شاةَ تيعَر»، ثم رفع - صلى الله عليه وسلم - بيده حتى رأينا عُفرة إبطيه: «اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟» (٣).


(١) أخرجه أحمد ح (٢٣٠٩٠)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير ح (١٢٩٧٧).
(٢) أخرجه الطبراني، وضعفه الحافظ العراقي. فيض القدير (٦/ ٤٦٢).
(٣) أخرجه البخاري ح (٢٥٩٧)، ومسلم ح (١٨٣٢).

<<  <   >  >>