للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن هذا النوع من الهدايا ما جاء في قصة أعرابي وهب للنبي - صلى الله عليه وسلم - هدية رجاء المكآفأة، فأثابه عليها - صلى الله عليه وسلم -، ثم سأله: «رضيتَ؟» قال: لا. فما زال - صلى الله عليه وسلم - يزيده في مكافأة هديته حتى رضي، فقال - صلى الله عليه وسلم - وقد استثقل هديته: «لقد هممتُ أن لا أتَّهِب هِبة إلا من قُرشي أو أنصاري أو ثقفي» (١)، وقد استدل بعض المالكية بهذا الحديث على "وجوب الثواب على الهدية إذا أَطلق الواهب، وكان ممن يطلُب مثلُه الثواب، كالفقير للغني، بخلاف ما يهبه الأعلى للأدنى، ووجه الدلالة منه مواظبته - صلى الله عليه وسلم -، ومن حيث المعنى أن الذي أهدى قصد أن يُعطى أكثرَ مما أهدى، فلا أقلَ أن يعوض بنظير هديته" (٢).

وقد أكد - صلى الله عليه وسلم - على مبدأ مكافأة الهدية بقوله: «من سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أهدى لكم فكافئوه؛ فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له» (٣).

ولا ريب أن الهدية المبرورة هي الهدية التي يدفعها المهدي، لا ليقابَل من الناس بمثلِها، بل الهدية التي يرجو ثوابها


(١) أخرجه أحمد ح (٢٦٨٢).
(٢) تحفة الأحوذي (٦/ ٧٣).
(٣) أخرجه أحمد ح (٥٣٤٢).

<<  <   >  >>