للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم تحكي عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رجع إلى بيته، فأسرعت، ودخلت البيت قبله، وتصنعت النوم، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - معاتباً: «أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله .. فإن جبريل أتاني حين رأيتِ، ولم يدخل عليَّ وقد وضعتِ ثيابَكِ، فناداني فأخفى منكِ، فأجبتُه؛ فأخفيته منكِ، فظننتُ أن قد رقدتِ، وكرهتُ أن أوقظكِ، وخشيتُ أن تستوحشي، فأمرني أن آتي البقيع، فأستغفر لهم» (١).

وفي رواية أنه - صلى الله عليه وسلم - سألها: «أغرتِ يا عائشة»؟ فقالت: ومالي ألا يغار مثلي على مثلِك؟ (٢).

وهكذا نرى في معاملة النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أزواجه وأهل بيته ما يصلح الكثير من الأوضاع الخاطئة في حياتنا الاجتماعية، ويحاصر التصرفات المشينة التي يصنعها البعض مع أزواجه، وينقلنا للحديث عن مثال أسمى يقدم سيد الأزواج محمد - صلى الله عليه وسلم -.


(١) أخرجه النسائي ح (٢٠٣٧)، وأحمد ح (٢٥٣٢٧).
(٢) أخرجه مسلم ح (٢٤٢٥).

<<  <   >  >>