وإذا كان كذلك فالواجب علينا التعرف على سنته - صلى الله عليه وسلم -، ثم العض عليها بالنواجذ، وهو أمر كثر حديث الوعاظ عنه، فلا تكاد تجد واعظاً إلا وهو يحث على التمسك بسنته - صلى الله عليه وسلم -، وقل أن نجد منهم من يضع النقاط على الحروف، فيبين لنا سنته - صلى الله عليه وسلم - في مختلف الأمور التي تعرض لنا في حياتنا، كيف كان - صلى الله عليه وسلم - يتعامل مع أزواجه وأهل بيته؟ وكيف عامل خدمه وأصحابه، بل كيف تعامل مع عدوه.
وهكذا سلسلة طويلة من الأسئلة، نستلهم من خلال الإجابة عنها هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويدفعنا إلى تلمس هذا الهدي إيمانُنا أنه - صلى الله عليه وسلم - الأنموذج الذي وضعه الله نصب أعيننا، وطالبنا باتباعه والمشي على نهجه وغرزه {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً}(الأحزاب: ٢١).
إننا نود من خلال هذه الصفحات أن ننتقل بإيماننا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من الإطار النظري إلى الاتباع العملي الذي هو برهان الإيمان ودليله وحقيقته، وحينها فقط نكون مؤمنين حقاً بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وحينها فقط تستقيم حياتنا وفق الإسلام العظيم الذي أنزله الله ليحكم حياتنا، لا ليكون مجرد شعار نتدثر به،