للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهل ترانا نعمل بوصية نبينا - صلى الله عليه وسلم - الأخيرة ونتأسى به في الامتناع عن إيذاء من يعملون في خدمتنا؟

والوصاة بهؤلاء لا تتوقف عند منع الإساءة إليهم، بل ترتفع إلى المطالبة بحسن معاملتهم وعدم إرهاقهم بتكالف العمل، بل وبالاهتمام بهم ومشاركتهم في الملبس والمطعم، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «إخوانكم خولُكم [أي خدمكم وعطية الله لكم] جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده؛ فليُطعمه مما يأكل، وليُلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم» (١).

وفي حديث آخر قال - صلى الله عليه وسلم -: «للمملوك طعامه وكسوته، ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق» (٢)، وفي هذا الحديث "النهي عن سب الرقيق وتعييرهم بمن ولدهم، والحث على الإحسان إليهم والرفق بهم، ويلتحق بالرقيق من في معناهم من أجير وغيره، وفيه عدم الترفع على المسلم والاحتقار له .. وإطلاق الأخ على الرقيق، فإن أريد القرابة فهو على سبيل المجاز لنسبة الكل إلى آدم" (٣).


(١) أخرجه البخاري ح (٣٠)، ومسلم ح (١٦٦١).
(٢) أخرجه مسلم ح (١٦٦٢).
(٣) فتح الباري ح (٥/ ١٧٥).

<<  <   >  >>