وحين أخبر الله تعالى نبيه عن بعض مكر المشركين من أهل الكتاب وخيانتهم له؛ أمره بالعفو عنهم والصفح، لا بل حثه على الإحسان إليهم:{وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}(آل عمران: ١٣).
وعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه خلة الإحسان إلى المسيء بفعله الجميل حين جاءه رجل يشكو قرابته الذين يقابلون إحسانه بالإساءة، فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصِلُهم ويقطعون، وأحسنُ إليهم ويسيئون إلي، وأحلُم عنهم ويجهلون علي؟! فقال - صلى الله عليه وسلم - مشجعاً له على الاستمرار في الإحسان إلى المسيئين:«لئن كنتَ كما تقول فكأنما تُسِفُّهم الملَّ، ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دُمت على ذلك»(١).
لقد أمر الله تعالى نبيه وأتباعه من المؤمنين بمقابلة الإساءة بالحسنة:{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}(المؤمنون: ٩٦)، وقد قال ترجمان القرآن ابن عباس في تفسيرها: (الصبر عند الغضب،