عقاب فريد لا يكاد يتذكره عباقرة التربية، عاقبه بابتسامة قرأ كعب من خلالها الحب الممزوج بالعتاب والتهذيب؟! من غير سباب ولا صراخ، لم لا نحاول اليوم تعلم هذا الفن من فنون التربية؟
إن ابتسامة المغضب تتناسب مع عظم الجرم، لكنها ليست النوع الوحيد من ضروب التربية بالابتسام، ففي أحيان أخرى كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقابل الخطأ بابتسامة من نوع آخر، ابتسامة الحنان والحب الدافق، كما صنع مع خادمه أنس بنِ مالك - رضي الله عنه - لما أمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يذهب في بعض حوائجه، فانشغل عنها بلعب الصبيان كعادة أطفالنا اليوم وغداً وفي كل حين.
فقد خرج أنس - رضي الله عنه - لحاجة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرأى الصبيان يلعبون في السوق، فانشغل عن حاجة النبي - صلى الله عليه وسلم - باللعب معهم، كما ينشغل كثير من غلماننا اليوم، فاستبطأه النبي - صلى الله عليه وسلم - وخرج يبحث عنه، فوجده يلعب مع الصبيان، فلله دره ما أحلمه - صلى الله عليه وسلم -، مَن من الآباء أو المربين يطيق صبره على مثل هذا الغلام؟ ما صرخ - صلى الله عليه وسلم - ولا ضرب ولا سب؟ حاشاه فهو أسوة المسلمين الذي رباه رب العالمين.
لنصغ إلى أنس وهو يقص علينا خبره مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحسن الناس خُلقاً، فأرسلني