وذات يوم دخل شاب على نبي الطهر والفضيلة - صلى الله عليه وسلم - يستأذنه في أمر جلل فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا!
أمر عجب، يستأذن أطهر البشر في صنع أرذل الخطايا، أما يستحي! أما يرعوي! لقد ناله من الصحابة رضوان الله عليهم ما يتوقع لمثله من التقريع والتأنيب، يقول أبو أمامة: فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه.
وأما النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد أدرك أن مشكلة الشاب وانحرافه لن يقوَّم بالزجر والوعيد والتقريع، فقال - صلى الله عليه وسلم - له:«ادنه» فدنا منه الشاب قريباً فقال له - صلى الله عليه وسلم -: «أتحبه لأمك؟» فانتفض الشاب غَيرة على أمه وقال: لا، والله جعلني الله فداءك. فقال له - صلى الله عليه وسلم -: «ولا الناس يحبونه لأمهاتهم».
ومضى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستثير كوامن الغيرة الممدوحة في صدر الشاب:«أفتحبه لابنتك؟» فأجاب الشاب: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. فأجابه النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنطقية المربي:«ولا الناس يحبونه لبناتهم».
ثم جعل رسول الله يستل بحكمته ومنطقه دخن قلبه، ويطفئ نار شهوته بتعداد محارمه، «أتحبه لأختك؟ .. أتحبه لعمتك؟ .. أتحبه لخالتك؟» هل تحب أن تراهُنَّ وقد تعرضن