للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِحُضُور الفلسطينيين والإسرائيليين على مائدة المفاوضات لإِقَامَة سَلام دَائِم وعادل بَين شعوب الشرق الْأَوْسَط.

وَلَكِن يجب علينا أَن لَا ننسى مَعَ ذَلِك أَن الْيَهُود أعداؤنا مَاضِيا وحاضراً ومستقبلاً قَالَ تَعَالَى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا..} ١، وَالصُّلْح مَعَ الْيَهُود أَو غَيرهم من الْكفَّار - إِذا حدث مَعَ وجود الْمصلحَة أَو الضَّرُورَة حسب مَا يرَاهُ ولي أَمر الْمُسلمين - لَا يلْزم مِنْهُ مَوَدَّتهمْ وَلَا محبتهم وَلَا مُوَالَاتهمْ وَلَا يَقْتَضِي تمليكهم لما تَحت أَيْديهم بل يجب على الْمُسلمين أَن يعدوا الْعدة مَا اسْتَطَاعُوا حَتَّى تَنْتَهِي الْهُدْنَة المؤقتة، أَو يقوى الْمُسلمُونَ على إبعادهم عَن ديار الْمُسلمين بِالْقُوَّةِ فِي الْهُدْنَة الْمُطلقَة، وَيجب قِتَالهمْ عِنْد الْقُدْرَة حَتَّى يدخلُوا فِي الْإِسْلَام أَو يُعْطوا الْجِزْيَة عَن يَد وهم صاغرون٢. وَلنْ يتَحَقَّق ذَلِك إِلَّا إِذا عَاد الْمُسلمُونَ إِلَى دينهم وتمسكوا بِكِتَاب رَبهم وَسنة نَبِيّهم وطبقوه فِي حياتهم وَجَمِيع شؤونهم أفراداً وأسراً ومجتمعات وحكومات ودولاً، فَإِذا تحقق ذَلِك كَانُوا جديرين بنصر الله عز وَجل لَهُم وهزيمة أعدائهم واستعادة مقدساتهم ومجدهم فيكونون خير أمة أخرجت للنَّاس قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} ٣.

وَلَا تُوجد أمة تَسْتَطِيع تَخْلِيص البشرية من شرور الْيَهُود ودولتهم إِلَّا أمة الْإِسْلَام، إِن هَذِه الدولة الْيَهُودِيَّة - الَّتِي لَا تزَال تنفث سمومها وتواصل عدوانها


١ - سُورَة الْمَائِدَة، آيَة ٨٢.
٢ - انْظُر: للتوسع نَص فَتْوَى سماحة مفتي المملكة الْعَرَبيَّة السعودية الشَّيْخ عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن باز - حفظه الله ووفقه - فِي حكم الصُّلْح مَعَ الْكفَّار الَّذِي نشر فِي جَرِيدَة الْمُسلمُونَ السّنة الْعَاشِرَة الْعدَد ٥١٦، ٥٢٠ عَام ١٤١٥هـ الْمُوَافق ١٩٩٤م.
٣ - سُورَة مُحَمَّد، آيَة ٧.

<<  <   >  >>