للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

والحق: أن الأمر ليس كذلك، لأن الإسلام بحق قد رفع قيمة العقل وأعلى من شأنه، وجعل التعقل والتفكير فريضة إسلامية، يلزم كل مسلم أن يؤديها حقها، وجعل العقل هو مناط التكليف، ونعى على أولئك الذي لم يستعملوا عقولهم في معرفة الحق والهداية، فهلكوا. (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير) (١) .

وإذا كان العقل هو وسيلة النظر، ووسيلة التفكير والتدبر، فقد جعل الله ذلك كله واجباً، مفروضاً على كل إنسان ومن تركه فهو آثم لا محالة قال تعالى: (فسيروا في الأرض فانظروا) (٢) .

وقد وردت في مواضع كثيرة.

وقال تعالى في ذم الذين لا يعقلون:

(وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون) (٣) .

وقد ورد هذا التوبيخ (أفلا تعقلون) في القرآن أكثر من أربع عشرة مرة.

وقال تعالى: (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) (٤) . وقد وردت في القرآن (لعلكم تعقلون) أكثر من سبع مرات.

وقال تعالى: (ولقد أضل منكم جبلاً كثيراً أفلم تكونوا تعقلون) (٥) .

وقال تعالى:

(كذلك نفصل الآيات لقومٍ يعقلون) (٦) .

وإذا كان العقل وسيلة النظر والاعتبار فقد قال تعالى: (فاعتبروا يا أولي الأبصار) (٧) .

وقال تعالى:

(قل انظروا ماذا في السماوات والأرض) (٨) .

وكذلك الأمر بالتفكر، قال تعالى:

(كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) (٩) . (قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون) (١٠) . (أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جِنّة) (١١) . (أولم يتفكروا في أنفسهم) (١٢) .


(١) ١٠-١١) الملك.
(٢) ٣٦ النحل) .
(٣) ٨٠ المؤمنون) .
(٤) ٢، يوسف) .
(٥) ٦٢، يس) .
(٦) ٢٨، الروم) .
(٧) ٢، الحشر) .
(٨) ١٠١، يونس) .
(٩) ٢١٩، البقرة) .
(١٠) ٥٠، الأنعام) .
(١١) ١٨٤، الأعراف) .
(١٢) ٨، الروم) .

<<  <  ج: ص:  >  >>