للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

والعقلية الحديثة، هي التي دعت أتباعها إلى الخوص في أمور الغيب ومعارضة أمر الله، ولم تسلّم بما جاء عن الله تعالى، مما هو خارج عن نطاق العقل، وأقحمته فيما لا طاقة له به، ونحن نذمها من هذا الوجه.

فإن مُقْتَضى الإيمان بالغيب:- التسليم لله فيه، بما ورد في كتابه وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

والإنسان في هذا العصر أكثر العصور تقدماً في الكشوف والاختراعات- أعلن عجزه وقصوره عن إدراك أكثر حقائق الكون وكُنْهِ طاقاته، حتى تلك الأشياء التي يمارسها ويعيشها ويومياً، إن العقل يجهل نفسه، ويجهل الروح التي تُمدّه بالحياة بأمر الله (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) (١) .

(ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) (٢) .

فإكراماً لهذا الإنسان، وإشفاقاً عليه، وعلى عقله المحدود، من التشرد والتبدد والتيه، وإشفاقاً عليه بعد ذلك من الضلال والهلاك، وسوء العاقبة، أراحه الله من الخوض في الغيب بعقله؛ فجاءه الوحي يخبره عما فيه صلاحه من أصول العقيدة السليمة، ومسائل الغيب، ورسم له سبيل الخير والسعادة في الدنيا، وأطلق لعقله فيما عدا ذلك الحرية كل الحرية.

فقد فتح الإسلام للعقل من مجالات البحث والفكر والتأمل والنظر في ملكوت السماء والأرض، ما يكفي لانشغال العقل، وإشباع رغبة التطلع والإنتاج المفطورة فيه)) (٣) .

ويقول الشيخ عبد الرحمن الزنيدي – حفظه الله -:


(١) ٢١، الذاريات) .
(٢) ٨٥، الإسراء) .
(٣) المدرسة العقلية الحديثة في ضوء العقيدة الإسلامية، بحث مرقوم على الآلة الكاتبة لنيل درجة الماجستير من جامعة الإمام. (ص١٨-٢٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>