للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فالأول: مثل حديث عرق الخيل الذي كذبه بعض الناس على أصحاب حمّاد بن سلمة، قالوا: إنه كذبه بعض أهل البدع، واتهموا بوضعه محمد بن شجاع الثلجي (١) ، وقالوا: إنه وضعه ورمى به بعض أهل الحديث، ليقال عنهم أنهم يروون مثل هذا، وهو الذي يقال في متنه: ((إنه خلق خيلاً فأجراها، فعرقت، فخلق نفسه من ذلك العرق)) (٢) تعالى الله عن فرية المفترين وإلحاد الملحدين؛ وكذلك حديث نزوله عشية عرفة إلى الموقف على جمل أورق، ومصافحته للركبان، ومعانقته للمشاة، وأمثال ذلك: هي أحاديث مكذوبة موضوعة باتفاق أهل العلم، فلا يجوز لأحد أن يدخل هذا وأمثاله في الأدلة


(١) هو محمد بن شجاع الثلجي البغدادي أبو عبد الله، فقيه العراق في وقته من أصحاب أبي حنيفة، وكان فيه ميل إلى الاعتزال، واحتج لفقه أبي حنيفة بالحديث وقواه به، وله مؤلفات منها: ((النوادر)) و ((المضاربة)) و ((الرد على المشبهة)) ولرجال الحديث فيه مطاعن كما نقل الفتني عن ابن عدي أنه كان يضع أحاديث في التشبيه ينسبها إلى المحدثين، انظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ ٢/١٨٤؛ تهذيب التهذيب ٩/٢٢٠؛ الجواهر المضيئة ٢/٦٠،٤٣٨؛ ميزان الاعتدال ٣/٧١؛ تاريخ بغداد ٥/٣٥٠؛ الوافي بالوفيات ٣/١٤٧-١٤٨؛ الفهرست لابن النديم، ص٢٠٦-٢٠٧، تذكرة الموضوعات، ص٢٩١، لسان الميزان ٦/٦٩٢، الأعلام ٧/٢٨.
(٢) أورد السيوطي هذا الحديث ضمن الأحاديث الموضوعة في اللآلئ المصنوعة ١/٣ عن الحاكم عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله مم ربنا؟ قال: ((من ماء مرور لا من أرض ولا من سماء، خلق خيلاً فأجراها فعرقت، فخلق نفسه من ذلك العرق)) ، ثم ذكر السيوطي قول الحاكم بأنه موضوع، واتهم بوضعه محمد بن شجاع الثلجي، قال الحاكم: ولا يضع مثل هذا مسلم، زاد السيوطي: ((ولا عاقل)) ، ثم نقل كلام الذهبي عن ابن شجاع. وذكر ابن عراق هذا الحديث في تنزيه الشريعة ١/١٤٣، وذكره محمد بن طاهر الهندي الفتني في تذكرة الموضوعات، ص ٢٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>