للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أيضاً ((إن محاولة الجمع أو التوفيق بين الدين والفلسفة محاولة قديمة فهناك فئة من الناس اغترت بعقولها فذهبت تشرع للناس الشرائع في كل فن حتى وإن خالف شرع الله الذي جاءت به الرسل. وعندما اصطدمت تلك الآراء البشرية بشرع الله المنزل ظهرت فكرة الجمع بين الدين وتلك الآراء البشرية ومن هؤلاء فلاسفة اليونان قديماً. ثم جاء فيلون اليهودي (١) فجعل شريعة نبي الله موسى أساس الفلسفة. فذكر أن الكائنات بادئة من الله ونازلة إلى المادة وتتحد في الكلمة الإلهية ((لوجوس)) التي عنها فاضت الكائنات (٢) .

وفي النصرانية جاء كليمنتس (٣) فذكر أن الفلسفة في ذاتها ليست شراً فالمعرفة معرفتان:

إحداهما: عن طريق الوحي، بدأت في العهد القديم، واكتملت في العهد الجديد.


(١) أحد فلاسفة اليهود وهو من الاسكندرية عاش فيما بين سنة ٢٠ قبل الميلاد وتوفي سنة ٥٠م فهو من معاصري المسيح عليه السلام، افتتن بالفلسفة اليونانية وجعل هدفه في الحياة هو التوفيق بين الكتاب المقدس وعادات اليهود من جهة والآراء اليونانية وبخاصة فلسفة أفلاطون من جهة أخرى. انظر: تاريخ الفلسفة اليونانية ليوسف كرم ص ٢٤٧، قصة الحضارة ١١/١٠٣ ول ديورانت.
(٢) انظر الفلسفة اليونانية ليوسف كرم ص ٢٥٠-٢٥١؛ تاريخ الفلسفة العربية ١/١٠٦-١٠٧- حنا الفاخوري، د- خليل الجر؛ تاريخ الفلسفة العربية ص ٤٥٦ د- جميل صليبا.
(٣) هو كليمنتس الاسكندري عاش فيما بين سنة ١٥٠-٢٠٧م ولد في الاسكندرية وقيل في أثينا، وجال في شبابه أنحاء فلسطين وسوريا واليونان وإيطاليا يتفرج على البلاد ويدرس على مشاهير المعلمين فعرف الأسرار الوثنية، والمذاهب وانتهى بتفضيل الأفلاطونية ولكنه لم يتحقق له فيها شيء من أمانيه الروحية فاعتنق المسيحية، رحل في آخر حياته إلى آسيا الصغرى هرباً من الاضطهاد وهناك توفي. انظر تاريخ الفلسفة اليونانية ص٢٦٩ ليوسف كرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>