للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فشاور العقل واترك غيره هدراً ... فالعقل خير مشير ضمه النادي (١)

أي لا تتعب نفسك بدراسة علم الحديث ومصطلحه وإنما انبذ ذلك كله وشاور عقلك!.

ويقول:

عليك العقل وافعل ما رآه ... جميلاً فهو مشتار الشوار (٢)

وهو الإمام والقائد للإنسان

كذب الظن لا إمام سوى ... العقل مقيماً في صبحه والمساء (٣)

ويبلغ الغلو في تمجيد العقل عند هذا الملحد إلى أن ينزله منازل الأنبياء! كما صنع المعتزلة بالنصوص فهو يقول:

أيها الغِر إن خُصصت بعقل ... فاسألنه فكل عقل نبي! (٤)

لم يكن أبو العلاء معتزلياً ... كما ذكر طه حسين، فهو عندما أشاد بالعقل وقدسه قد ذم المعتزلة في شعره كثيراً وأعلن البراءة من مقولاتهم. خاصة قولهم بالقدر فهو يقول:

جنوا كبائر آثام وقد زعموا ... أن الصغائر تجني الخلد في النار (٥)

وينصح سامعه بأن لا يكون منهم:

لا تعش مجبراً ولا قدرياً ... واجتهد في توسطٍ بين بينا (٦)

ويخبر عن نفسه أنه بمعزل عنهم:

ارجوا واعتزلوا فإني ... عن مقالتكم بمعزل (٧)

أي كونوا مرجئة أو معتزلة فلست معكم.


(١) المصدر السابق (١/٥٠٠) .
(٢) المصدر السابق (٢/٧٥٦) .
(٣) المصدر السابق (١/٦١) .
(٤) المصدر السابق (٣/١٧١٦) .
(٥) المصدر السابق (٢/٧٣٦) .
(٦) المصدر السابق (٣/١٥٧٩) .
(٧) المصدر السابق (٣/١٣٥٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>