للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العاشر: أن التوحيد هو عقيدة المسلمين وشعارهم في مقابل الوثنية والإلحاد والتثليث وسائر أنواع الكفر.

وهذا التوحيد يشمل الاعتقاد والعمل، أو التوحيد العلمي النظري، والتوحيد الطلبي الإرادي، والقسم الثاني هو ما يعرف بتوحيد الألوهية أو توحيد العبادة، والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه اللَّه ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، وتتحقق بكمال الخضوع للَّه مع كمال المحبة له، وتصح بالإخلاص للَّه والمتابعة لشرعه.

وهي أنواع عديدة منها العبادة الاعتقادية كاعتقاد أن اللَّه تعالى هو الخالق الرب الواحد الذي له الأسماء الحسنى والصفات الحسنى، ومنها العبادة القلبية كالخوف والرجاء والخشوع والخشية، ومنها العبادة القولية كالدعاء والذكر والاستعاذة والتلاوة، ومنها العبادة العملية كالصلاة والحج، ومنها العبادة المالية كالزكاة والصدقة، ومن العبادات العملية: الحكم بما أنزل اللَّه والتشريع بما شرع اللَّه، وهذا يشمل العبادة الاعتقادية والقولية والعملية.

فمن حكم أو خضع -اختيارًا- لغير شريعة اللَّه، واستسلم -طوعًا- لتشريعات أهل الأرض مستحسنًا لها، فلا ريب أنه مخل بتوحيد الألوهية، مناقض لملة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا ينتفع مع استحسانه وقبوله وتنفيذه لمذاهب الطاغوت بشيء من أعماله (١)؛ لأن ذلك من اتخاذ العبد أندادًا من دون اللَّه، يساويهم برب العالمين، ويخضع لأحكامهم، ويتبع تشريعاتهم.

(ولا خلاف بين العلماء كلهم أن الرجل إذا صدق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في شيء وكذبه في شيء أنه كافر لم يدخل في الإسلام، وكذلك إذا آمن ببعض القرآن، وجحد بعضه) (٢). فهذا لاريب في أنه مناقض للإيمان ولتوحيد الرحمن -جلَّ وعلا-، وقد عد أهل العلم من نواقض الإيمان (من اعتقد


(١) انظر: الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة للشيخ عبد الرحمن الدوسري: ص ٣٠.
(٢) كشف الشبهات لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: ص ١٧١ من مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، القسم الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>