للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الثالث الانحرافات المتعلقة بالغيبيات الأخرى]

الغيبيات هي القضايا الاعتقادية التي وردت أخبارها عن طريق السمع، والتي ثبتت بالوحي المعصوم؛ ولذلك تسمى "السمعيات".

وكل ما ثبت مجيء الخبر به عن طريق الشرع من كتاب اللَّه تعالى أو من سنة نبيه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- فإنه يجب تصديقه والإيمان به سواء أدركناه بحواسنا وعقولنا أم لم ندركه، وسواء كان من الأخبار الماضية مثل بدء الخلق وأخبار الأنبياء والأمم الهالكة، أو من الأخبار القائمة الآن مثل وجود إبليس والجن والملائكة، أو من الأخبار الآتية مثل اليوم الآخر وما فيه، والعلامات الكبرى للقيامة، وانتصار الإسلام على سائر الملل، ونزول عيسى وخروج الدجال ويأجوج ومأجوج والدابة والمهدي وغير ذلك.

فهذه وغيرها من الغيبيات الثابتة بالسمع يجب الإيمان به جملة وتفصيلًا، وقد جعل اللَّه الإيمان بها من علامات المؤمنين المتقين حيث قال سبحانه: {الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣)} (١) الآية.

وقال -جلَّ وعلا-: {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ} (٢).


(١) الآيات ١ - ٣ من سورة البقرة.
(٢) الآية ٩٤ من سورة المائدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>