للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما همهن صيّاد الملائك. . .

يستصرخ الفم، عيناك والميدان تستجديان

ولا ملائكة، لا ملائكة في الأثير

يُدركن، تدرك، إن سعيك لهن اختتال.

إنك مغمض العينين عنهن، تسري في سبات

متحرق الدم، متلهفًا مشقق الأقدام

تقتص خطو إله

ولا إله) (١).

وعلى سقم العبارات وركاكة الأسلوب، وتفاهة التركيب، وانعدام أي لون من الذوق الفني أو الأدبي، على كل هذا فقد ملأ كلامه بالكفر باللَّه تعالى وإنكار الملائكة، ومخاطبتهم عليهم السلام بنون التأنيث كمادة أهل الكفر والجاهلية.

[الوجه الثاني: وصف الملائكة بما لا يليق بهم، والتهكم والسخرية بهم]

من أساليب أهل الحداثة أنهم يستعيضون عن الإنكار الصريح بالسخرية والتهكم والاستهزاء، وهذا ما فعلوه في كثير من أركان الإيمان.

كما أنهم يستخدمون أسلوب الأوصاف الهابطة وغير اللائقة بالشيء الذي يريدون جحده أو التشكيك فيه، تحت شعار "تدنيس المقدس" الذي يعتبرونه أحد أهم إنجازات الحداثة وأهم مشاريعها (٢)، وبناء على ذلك، وما تمهد لديهم من إلحاد باللَّه تعالى وألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، انساقوا


(١) المجموعات الشعرية: ص ٢١١ - ٢١٢.
(٢) انظر: الثابت والمتحول ٣ - صدمة الحداثة ١٧٨ - ١٧٩، ٢٧٧، وقضايا وشهادات ٣/ ٦٤ و ٨٤ و ٢/ ١٠٢، ٢١٩، ومجلة الناقد - العدد ٩ ص ٤٨، والإسلام والحداثة: ص ٣٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>