للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللفلاسفة أقوال في الوحي والمعجزات والنبوات والمعاد والغيبيات تتسم بالشك في الحق حينًا، وبالقطع بالباطل حينًا، وهذا اتجاه يعجب أهل الأدب والفكر الحديث، ومهمتهم الأساسية تتركز في اقتناص كل ما يعتبرونه سببًا في إضعاف الدين الإسلامي وتخريبه والتشكيك فيه وهدمه.

أمّا ابن رشد فإنه وإن استفادوا من بعض مقولاته فإن السبب الأساسي لاهتمامهم به هو أن أساتذتهم الغربيين اهتموا به، ودرسوه، ودرسوا تأثيره على الحياة في أوروبا، فأخذ أتباعهم هذا الاهتمام وولعوا بابن رشد، لكنهم لا يتبعونه في كونه صاحب قبلة واحترام للدين وإيمان به وبالرسالة والوحي والغيب، فهم من أبعد الناس عن هذا، فقد ارتضعوا الإلحاد من مناهل عديدة.

ومن الشخصيات الفلسفية التي دندنوا حولها مسكويه (١) والتوحيدي (٢) وخاصة محمد أركون الذي ركز اهتمامه على مجموعة من الفلاسفة هذان أهمهما (٣).

[٥ - الشعوبية]

وقد سبق الحديث عنهم مفصلًا في أول هذا الفصل (٤)


(١) هو: أحمد بن محمد بن يعقوب مسكويه، مؤرخ بحاث، أصله من الري وسكن أصفهان وتوفي بها، اشتغل بالفلسفة والكيمياء والمنطق، ثم بالتاريخ والأدب والإنشاء، كان قيمًا على خزانة كتب ابن العميد ثم عضد الدولة بن بويه فلقب بالخازن، ثم اختص ببهاء الدولة البويهي وعظم شأنه عنده، عليه مآخذ وغرائب منها الكذب، وهو حائل العقل لشغفه بالكيمياء كما قال أبو حيان التوحيدي في وصفه، له تواليف عديدة، توفي سنة ٤٢١ هـ. انظر: الأعلام ١/ ٢١٢.
(٢) هو: أبو حيان علي بن محمد بن العباس البغدادي الصوفي التوحيدي، صاحب التصانيف الأدبية والفلسفية، اختلفت فيه أقاويل أهل العلم وأكثرهم على ذمه وذم معتقده وبعض ممن جهل حاله أثنى عليه، ولعل مما يرجح قدحه ميل زنادقة هذا الزمان إليه وتبجيلهم له واعتناؤهم بكتبه وأقاويله. انظر: سير أعلام النبلاء ١٧/ ١١٩، وميزان الاعتدال ٤/ ٥١٨.
(٣) انظر: الحداثة والإسلام: ص ٣٢١.
(٤) انظر: ص ٦٩٩ - ٧٤٢ من هذا البحث.

<<  <  ج: ص:  >  >>