[الفصل الثاني الانحرافات المتعلقة بالكتب عامة وبالقرآن الكريم خاصة]
عناية اللَّه تعالى بعباده وهدايتهم إلى طريق الرشاد والخير من أوضح وأجلى الأمور، فقد أعطاهم العقول ليعرفوا بها سبل الهداية، وفطرهم على الإيمان وقبوله، وأرسل لهم الرسل الكرام مبشرين ومنذرين، هادين ومعلمين، وأنزل معهم الكتب زيادة في الهداية والدلالة، وشرع في كل كتاب أنزله ما يناسب أحوال المنزل عليهم كما قال تعالى:{لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}(١).
والإيمان بالكتب المنزلة ركن من أركان الإيمان باللَّه تعالى، ولا يصح إيمان الإنسان إذا جحد ذلك.
والمراد بالكتب المنزلة هي التي أنزلها اللَّه تعالى على رسله رحمة للخلق وهداية لهم، ليتمكنوا من تحصيل السعادة في الدنيا والآخرة.
وقد أمر اللَّه بالإيمان بالكتب المنزلة على رسله، المطهرة من كل باطل وزور، فقال -جلَّ وعلا-: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ