للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول أحد الحداثيين في مقابلة أجريت معه: (إنني أدين بدين ابن عربي) (١).

أمّا العلماني حسن حنفي فقد كال مدحًا هائلًا لابن عربي وكتابه فصوص الحكم (٢)، وأثنى على الصوفية لتعاملهم مع اللَّه تعالى تعاملًا جنسيًا (٣) تعالى اللَّه وتقدّس.

وخلاصة القول: لقد كان للصوفية تأثير واضح في أدب الحداثة، وخاصة التصوف الفلسفي المنحرف، وما فيه من عقائد وحدة الوجود والاتحاد وغيرها من الانحرافات الصوفية، ونجد أن أسماء ورموز هذا الاتجاه تنال الحظوة الكبرى عند الحداثيين، وخاصة ابن عربي وابن الفارض والحلاج والسهروردي والنفري، وغيرهم ممن عرف عنه الشذوذ والانحراف الاعتقادي.

• • •

[٣ - الخوارج والمعتزلة]

وكما هي عادة الحداثيين المستديمة في تعاملهم مع التراث الإسلامي، يتركون الصفاء والنقاء والحق الصراح، ويعمدون إلى الشاذين مثلهم من الفرق الضالة فيجعلونهم نماذج للتحرر والإبداع والتفوق والتحديث، ويجعلون الذين قاوموا انحرافاتهم وهم أهل السنة والجماعة، نماذج للتخلف والتقليد والبلادة وعدم العقلانية والتلقينية، إلى آخر قوائم الهجاء الحداثي.

وقد مرّ معنا عدة مرات كيف عدّ أدونيس الخوارج والمعتزلة مع الباطنيين والملاحدة والصوفية الاتحادية، من الأصول الفكرية للحداثة (٤).


(١) رأيهم في الإسلام: ص ٢٢٦. والقائل هو عبد الوهاب المؤدب.
(٢) انظر: الدين والتحرر الثقافي: ص ٧ - ٨.
(٣) انظر: الإسلام والحداثة: ص ٣٨٩.
(٤) انظر: الثابت والمتحول ٣ - صدمة الحداثة: ص ١٠، ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>