للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وداعًا) (١).

أمّا الداعر العربيد -حسب اعترافاته- محمد شكري، فله من الأقوال المنكرة والأفعال القبيحة ما سطره بكل جرأة ووقاحة في روايته عن نفسه التي سماها: "الخبز الحافي" والتي يقول فيها: (. . . أجدني بعيدًا لاعنًا إياه، كارهًا كل الناس باصقًا على السماء والأرض، ذات يوم كنت مع نشالين في مقهى ندخن الكيف ونشرب الشاي الأخضر) (٢).

ويقول: (. . . رأيت في الطريق بعض الأسماك الصغيرة المداسة، سمعت سقوطي في الماء، أظافري دامية، رفعت وجهي نحو السماء، إنها أكثر عراء من الأرض أكثر عراء) (٣).

[المظهر التاسع من مظاهر الانحراف في توحيد الألوهية: احترام وامتداح الكفر والإلحاد والوثنية والماركسية والعلمانية، وغير ذلك من ملل الكفر ونحله والاعتراف بالانتماء إليها]

وهذا المظهر من أكثر المظاهر شيوعًا عن الحداثيين، بل كل الحداثيين على ذلك، حتى بعض أولئك الذين ما زالوا يعلنون الانتساب إلى الدين ويظهرون العمل ببعض أحكامه.

فلا تجد أحدًا ممن أشرب قلبه حب الحداثة أو تلوث بأجوائها إلّا وهو يمتدح ويثني على رؤوس الحداثيين العرب وغيرهم، ويظهر أن لهم مكانة سامية في الفكر والفن والأدب، بل ربّما رضخ في هيبة وإجلال لما يسمونه معطيات فنهم وإبداعهم وحداثتهم.

فإذا تكلم عنهم تكلم بلسان المجلّ المعظِّم، وإذا ذكرهم أشاد بهم وأوصلهم إلى السماكين، وإن ناقشهم تأدب معهم تأدب التلميذ مع أستاذه،


(١) غيم لأحلام الملك المخلوع: ص ٥٠.
(٢) الخبزُ الحافي: ص ٧٥.
(٣) المصدر السابق: ص ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>