للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضد الضحيه

- كل القوانين القديمة والحديثة عندنا ضد الضحيه) (١).

[الأمر الخامس: زعمهم بأن أحكام الشريعة بشرية وليست إلهية]

على الرغم من جحد أكثرهم لوجود الإله العظيم -جَلَّ جَلَالُهُ- إلَّا أنهم في سعيهم الحثيث لتلويث عقول المسلمين، وإتراعها بالتشويه والتلبيس والمخادعة، وقذف الشكوك في القلوب وغرس الريب مكان اليقين؛ يستعملون أي قضية تخدم مسلكهم ولو كانوا لا يؤمنون بها.

وسواء كان جحدهم لألوهية اللَّه تعالى جحدًا كاملًا، أو كان جحدهم لبعض الألوهية أو بعض مقتضياتها، فإن المؤدى واحد، والمصب واحد، إنه المستنقع الجاهلي الآسن.

ومن مزاعمهم في هذا الباب قول النيهوم: (فمنذ مطلع القرن الهجري الأول كان الفقه الإسلامي يتلقى علومه بحماسة كبيرة في مدرسة التوراة) (٢).

ومن ذلك التساؤل الخبيث الذي أجاب به يوسف الخال عن سؤال وجه إليه عن إمكانية اعتماد دولة عصرية على نظام الحكم في الإسلام قال: (هل أن أحكام الشريعة إلهية أم من صنع البشر وبالتالي تحتمل التطوير؟ وفي معرض هذا الاستفهام تستوقفنا مسألة أخرى: هل القرآن منزل حرفيًا أم أوحي به معنى وروحًا، كما هي الحال بالنسبة للدين المسيحي) (٣).

أمَّا حسين أحمد أمين، فيجعل الإسلام عقيدة وشريعة مجرد قيم عادلة جاءت مشوبة بتقاليد البدو، ويصوغ هذا القول في سياق امتداح وتبجيل للإسلام، وهو في الحقيقة ذم وشتم وتنقص، بقول: (لا تحد الإسلام تخوم المفاهيم الدينية، كالدين المسيحي، وإنَّما يتعداها فيطبع الواقع بطابعه


(١) الأعمال الشعرية لنزار ٣/ ٢٣٣.
(٢) مجلة الناقد، العدد ١٣ تموز ١٩٨٩ م/ ١٤٠٩ هـ: ص ٧.
(٣) رأيهم في الإسلام: ص ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>