للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبق ذكرها في ثنايا البحث (١)، يجد الثمرات المرة السائة التي أنتجتها هذه الشجرة.

[١ - بيان أسباب الانحراف العقدي في الأدب العربي الحديث]

أولًا: أسباب داخلية:

١ - التخلف الاعتقادي، وهذا من أعظم الأسباب وأخطرها؛ ذلك أن المتخلف عن فهم العقيدة الإسلامية الصحيحة، لابد أن يكون أرضًا قابلة لأمراض الشبهات وأسقام الأهواء.

٢ - الجهل بالإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقًا، ومن هذا الباب ولجت أنواع الانحرافات الكثيرة ودخلت الدواخل على كثير من أبناء المسلمين، فاصبحوا يشربون سموم الشبه والأباطيل ويتلقونها وكأنهم يتلقون الهدى والخير والصلاح.

ويأخذون أقوال أعداء الإسلام في الإسلام وتاريخه وحضارته أخذ التسليم والقبول، وتنغرس الشكوك في قلوبهم تجاه دين اللَّه لأول عارض من شبهه.

٣ - الشعور بالنقص أمام الغرب وإنجازاته، قادهم ذلك إلى الاستكانة الهزيلة والذلة المهينة والتبعية العمياء، والتقليد الأجوف، والخلط الأحمق بين التقنية والأفكار، حيث سولت لهم جهالاتهم قضية مؤداها: أنه من تقدم في أمور التقنية فلابد أن يكون متقدمًا في فكره وعقيدته وسلوكه، فانجرفوا في محاكاة عمياء يقلدون الغرب في أسوأ وأنتن ما لديهم، في العقائد والأفكار والأخلاق وسائر ما يسمى بالعبوم الإنسانية.

٤ - الانبهار بالغرب، وهذا تابع في المعنى للسبب السابق حيث قادهم هذا الانبهار إلى دهشة غطت على عقولهم ودانت على قلوبهم فتهاووا كالفراش على لهيب الماديات الغربية وضلالاتها.


(١) انظر: ص ٥٩ - ٦٣، ١٦٥٣، ١٦٥٦، ٢١١٨ من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>