للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المصريين شعب قديم عرف ديانات عدة تعاقبت منذ "آمون" فالشعب المصري ليس شعبًا متعصبًا بل مؤمنًا، والفرق شاسع، إذ أن المؤمن يبحث عن الحقيقة بينما المتعصب يسير على حافة التحجر.

. . . فرجل كعبد الناصر لَمْ يكن ملحدًا بل مؤمنًا غير متعصب، لذا قاوم حركة الإخوان المسلمين. . .) (١).

أمَّا أدونيس فإنه لا يبخل على نفسه بوصف الإيمان، وهو الذي لم يترك وصفًا كفريًا أعجبه إلا تلبس به، ومع ذلك يصر على تلويث هذا المصطلح العظيم بانتسابه كذبًا وزورًا إليه، يقول:

(لا أنحني

ألا لأحضن موطني

أنا صدر أم مرضع تحنو، وجبهة مؤمن) (٢).

بل هو جبهة وثني علماني حداثي باطني.

• بر الوالدين:

في سياق مناداتهم بهدم النظم الاجتماعية يدعون أولًا إلى هدم بناء الأسرة؛ لأنها تمثل -عندهم- سلطة الأب وسيطرته التي يجب إزاحتها؛ لأن ذلك من الحضارة كما يقول أحدهم: (هدف النقد الحضاري في المرحلة القادمة هو نقد النظام الأبوي وتعريته إيديولوجيًا وتفتيته سياسيًا من الداخل) (٣).

(إن نزعة التغيير الاجتماعي هي في صميمها الإرادة لتغيير النظام الأبوي، أي إلى الحد من سلطة الأب، أو بالإطاحة بها كليًا واستبدالها بنظام آخر، نظام يقوم على الإخوة والمساواة والعلاقات الأفقية) (٤).


(١) المصدر السابق: ص ٩٥.
(٢) الأعمال الشعرية لأدونيس ١/ ١١٨.
(٣) الإسلام والحداثة: ص ٣٧٢ هشام شرابي.
(٤) المصدر السابق: ص ٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>