للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المرتدين، وفي حقد مخيف، وليس هناك أخبث من حقد الناكصين!!.

إنهم يريدون -في أحسن أحوالهم- إسلامًا بلا عقيدة ولا شريعة، وديانة بلا عمل ولا بذل ولا جهاد، وملة بغير دولة ولا نظام، واتباعًا أعمى للغرب شبرًا بشبر وذراعًا بذراع!!.

• السماء:

ويريدون بالسماء -عند إطلاقهم ألفاظ الشتائم والسباب- اللَّه -جلَّ وعلا-، والوحي والدين والشريعة والعقيدة والنبوات، ولهم في استعمال لفظ "السماء" بهذه المعاني طرائق عبث عديدة تفضي في حسبانهم إلى تدمير الدين وسحقه، حسب ما في خبيئتهم الحداثية والعلمانية النجسة.

وقد سبق ذكر أوجه وأمثلة ذلك في الفصل الثاني من الباب الأول، في المظهر الثامن من مظاهر الانحراف في توحيد الألوهية (١).

• السنة والبدعة:

من جهلهم المركب أنهم جعلوا ما يسمونه الإبداع قرين البدعة، وجعلوا محاربة البدعة نظير محاربة الإبداع.

وهم يجهلون أو يتجاهلون أن لكل من البدعة والإبداع معنى يخصه، اللهم إلّا إذا أرادوا أن الإبداع هو الإلحاد والكفر والشك والريب والعهر والفوضوية -كما هو حال الحداثة وأهلها- فإن محاربة هذا من أعظم الجهاد في سبيل اللَّه، ليس لأنه بدعة في الدين، وإنّما لأنه ضلال وكفر وفسوق وانحراف، يوصل البشرية إلى الهلاك والدمار، ويقودها إلى الحيوانية المرتكسة والشهوانية الهابطة.

ومن أدلة هذا الجهل المركب مناقشة أبي جهل الحداثي المسمى جابر عصفور للكتاب النادر "الحداثة في ميزان الإسلام" حيث تعرض في هذه المناقشة المتهالكة لما يطلق عليه إسلام النفط، الذي يقول عنه: (إن إسلام


(١) انظر: ص ٥٠٦ - ٥١٩ من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>