للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (٥٢)} (١).

[الوجه الثاني: الائتماء لأعداء الأسلام والمسلمين، والعمالة لهم]

لم يكتف المنهزمون باستعارة أنماط الفكر السياسي والاقتصادي الغربي، بشقيه الماركسي والليبرالي، حتى انخرطوا ملتمسين رضا الأسياد - في انتماء صريح وعمالة واضحة لأعداء الإسلام والمسلمين.

يقول يوسف الخال: (إن الحضارة الغربية هي حضارتنا نحن بقدر ما هي حضارة الفرنسي والألماني والروسي الخ ونحن لا قيمة لنا في العالم العربي إن بقينا في خارجها ولم نتبنها من جديد، ونتفاعل وننفعل بها، إن هذه الحضارة هي نحن بقدر ما هي هم) (٢).

بل يصل به الحال الاندماجي مع الغرب أن يرد على من يقول بأن أوروبا سوف تنهار وتنحط فيقول: (وانحطاط أوروبا وهم يتعلل به الخصوم، وجهل يذهب ضحيته السطحيون، هل الانحطاط في الحرية الإنسانية؟) (٣).

ويتضح من خلال هذا الطرح أن الغرب بكل مؤسساته الفكرية والسياسية والاقتصادية هو الهوية التي تتم بها حقيقة الحداثة، التي لا تكتفي بمجرد المحاكاة والاستعارة والتقليد، بل تواصل حتى تصل إلى الاندماج الكامل، ويصبح المنتمي الحداثي ممثلًا لحضارة الغرب وسياسته وأنماط حياته ولئن كانت عصابة "شعر" أصرح في إعلان اندماجها في الغرب، وكذلك التيارات اليسارية وخاصة الماركسية أصرح في إعلان اندماجها بالكتلة الشيوعية، إلَّا أن هناك من يكابر هذه الحقائق ويحاول أن يغطيها بكافة الأغطية.


(١) الآية ٥٢ من سورة المائدة.
(٢) مجلة شعر، العدد الخامس عشر صيف ١٩٦٠ م/ ١٣٧٩ هـ: ص ١٣٩.
(٣) المصدر السابق: ص ١٣٧، وهذا القول يذكر بمقال لتركي الحمد سبق الإشارة إليه بعنوان "هل أن الغرب يسقط؟ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>