للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• الإيمان:

هو الإيقان بأن اللَّه تعالى هو الإله المستحق للعبادة دون غيره، وأنه هو الخالق المالك المتصرف له الأسماء الحسنى والصفات العليا، وبأن الملائكة والأنبياء والكتب واليوم الآخر حق، وبأن القدر حق، والإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح.

وقد تعدى الحداثيون على هذا المصطلح العظيم ونالوه بالسخرية والاستخفاف أعظم النيل وأشنعه، وقد مرّ معنا في الأبواب السابقة أمثلة على محاولتهم العبث بمصطلح "الإيمان" الذي يضادونه تمام المضادة، ويناقضونه المناقضة الكاملة:

يقول حسن حنفي: (وسأل أحدهم: هل الإيمان وهم، وكيف يوهم النص بالإيمان الخ؟ في حقيقة الأمر أنا أبدأ مما يؤمن به الناس، ومهمتي -حتى ولو آمنوا بالشيطان أو بأي شيء آخر- هي أن أستفيد من إيمانهم كطاقة وأستغله لتغيير الواقع مؤقتًا، حتى أقضي على الأمية وحتى أعيد تنظيم المجتمع، وأسلم المجتمع الذي نقلته من مرحلة إلى مرحلة، إلى الإخوة العلمانيين، وإنهم سيشكرونني على ما فعلت) (١).

أمَّا محمد أركون فإنه يعالج من وجهة نظر فرنسية سوربونية ما يسميه "الحداثة ومشكلة المعجم الاعتقادي القديم" وتحت هذا العنوان يقول: (هذه التعابير المصطلحية الأساسية التي ورثناها عن الماضي كمفردات الإيمان والعقيدة بشكل خاص، لم نعد التفكير فيها حتى الآن ونحن نستخدمها وكأنها مسلمات وبدهيات ونشربها كما نشرب الماء العذب. . . عندما يستخدم المرء بشكل عفوي هذا المعجم الإيماني اللاهوتي القديم لا يعي مدى ثقله وكثافته وشحنته التاريخية وأبعاده المخيفة، وكل الأخطار المرافاتة لاستخدامه. . .) (٢).


(١) الإسلام والحداثة: ص ٢٢٤.
(٢) المصدر السابق: ص ٣٢٧ - ٣٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>