للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يتبرعون بالأوصاف الخالبة كقولهم: "حيوية فكرية، تجديد ثقافي، حوار أفكار" إلى آخر ما هنالك من الدعاوى والأباطيل، يقول أدونيس في حديثه عن "التماهي" والاتحاد والوحدة الصوفية السوريالية الوثنية (الصوفية سوريالية تقوم على البحث عن المطلق والتماهي أيضًا معه. . . إن الحقيقة في مثل هذه اللحظة لا تجيء من خارج من الكتاب أو الشرع أو القانون أو الأفكار والتعاليم وإنّما تجيء من داخل، من التجربة الحية من الحب ومن التواصل الحي مع الأشياء والكون) (١).

إنه يريد عسف الأمور كلها وجعلها في حقل الباطنية، الملة التي نشأ عليها وترعرع، ولذلك أثبت هنا الحقيقة، وفي زمن الشعر نفى وجود الحقيقة.

ونفى اليقين في موضع آخر قائلًا:

(أعوذ بأسمائنا من علم اليقين

اليقين شرك الضمائر

والمعرفة أن تعلم - وتجهل) (٢).

وسوف يكون لهم يوم يقولون فيه {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} (٣).

أمَّا أهل اليقين والإيمان فإنهم يمتثلون أمر اللَّه تعالى لنبيه: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (٦٠)} (٤).

• اليوم الآخر وما يتعلق به:

سبق الحديث عن ذلك في فصل خاص بذلك (٥).


(١) الصوفية والسوريالية: ص ١٦.
(٢) الأعمال الشعرية ٢/ ٦٥٠.
(٣) الآية ١٢ من سورة السجدة.
(٤) الآية ٦٠ من سورة الروم.
(٥) انظر: ص ١٣٧٤ - ١٤٥١ من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>