للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومهما سربله الحب سيظل يشعل الحرائق، ومهما انحط سيظل أعلى من عصره ومن ناصحيه) (١).

ويقول قباني في مقابلة أجراها معه جهاد فاضل: (أنا مع الشعر الجديد في مغامراته وهلوسته وهذيانه. . .) (٢).

وفي مقدمة كتبها سعيد عقل لما يسمى شعرًا لتوفيق صايغ يقول: (إنه كل شيء سوى اللاشيء، هذا الذي جاء آخر الزمن، في عصر يتنفس العدم تنفسًا، في الفلسفة والشعر وفي الفن جميعًا) (٣).

إنهم يشعرون بعدميتهم الذاتية فيمارسون ذلك عبثًا وفوضى في كلامهم، إنهم يعبرون بكل هذا الذي نقلناه عنهم؛ يعبرون عن ذواتهم، عن عقولهم المريضة، ونفسياتهم المنحرفة، وسلوكياتهم المنحطة، إنهم كما قال غالي شكري عنهم وعن شعرهم: (إن الشعر الحديث هو، بشكل ما، صورة عن حياتنا المعاصرة، في عبثها وخللها) (٤).

[المدرك الثالث]

من أصولهم "تدنيس المقدس" واستباحة المحرم، والتحرر من المنع وإسقاط موازين الحلال والحرام، وهم يعتبرون ذلك أحد أهم إنجازات الحداثة وأهم مشروعاتها، ويفاخرون بذلك، ويروونه كثيرًا في كلامهم.

وتدنيس المقدس نتيجة حتمية للفوضى والعبث الذي يمارسونه ويحتفلون به ويؤصلونه منهجًا لفكرهم وأدبهم وحياتهم وسلوكهم، فبئس الورد المورود!!.

عجماوات في إهاب إنسان ينطق، بل لعمر اللَّه إن العجماوات أرفع


(١) المصدر السابق: ص ١١٧ وقد نشر هذا الكلام في مجلة الناقد، العدد العاشر نيسان ١٩٨٩ م/ ١٤٠٩ هـ: ص ١١.
(٢) فتافيت شاعر: ص ٨٤.
(٣) الأعمال الكاملة لتوفيق صايغ: ص ١٨.
(٤) شعرنا الحديث إلى أين: ص ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>