كاتب وفيلسوف فرنسي، نذره أهله من صغره للكهنوت فدرس على أيدي معلمين دينيين ثم تخرج كاهنًا وتعلم العبرية، ثم توجه إلى الفكر الألماني وابتعد عن الإيمان الكاثوليكي وتخلى عن الكهنوت، وبدأ بدراسة التاريخ والفلسفة، وحصل على الدكتوراه في موضوع بعنوان "حول ابن رشد والرشدية" وتجول في بعض بلاد المشرق العربي للبحث في الآثار، ودرس اللغة العبرية في إحدى جامعات فرنسا وحاضر عن المسيح عليه السلام باعتباره "إنسانًا لا نظير له" فغضب منه الكاثوليك وأوقفوا محاضراته وألف عدة كتب في نقد الدين النصراني بأسلوب فلسفي وتاريخي وأشهرها "تاريخ أصول المسيحية" في سبعة أجزاء و"حياة يسوع" على نمط شتراوس، و"دراسات في التاريخ الديني" و"تاريخ شعب إسرائيل" في خمسة أجزاء.
واتسمت فلسفته بنزعة هيجلية ونزعة شكية رافضة للثابت، وأعلن عن رفض كل خارق للطبيعة والإيمان بالطبيعة وقوانينها التي لم تخرق، والإيمان بالعلم الحر، والتزم بهذه المباديء في نظرته إلى العلم والتاريخ والدين والماورائيات، وأعطى العلم أهمية كبرى، واعتبره الناموس الذي لا تعيش البشرية بدونه، والتزم بالوضعية واعتبر أن كل المعارف تأتي عن دراسة الطبيعة والتاريخ، وهو المبدأ الذي أخذه أركون وقدسه وطاف حوله في أغلب كلامه ومؤلفاته.
واعتبر رينان أن لكل شيء في التاريخ تفسيرًا إنسانيًا، وأن الدراسات التاريخية يجب أن تكون ذات نظرة طبيعية وبناء على نظرته التاريخية هذه فقد رفض كل ما يخرق الطبيعة ولا يستثني الأساطير التي يقصد بها ما في الأديان وكتبها وهو يقصد الكتاب المقدس عند النصارى، حيث تبنى قضية
(١) انظر ترجمته في: المعجم الفلسفي: ص ٣٦١ - ٣٦٢، ومرسوعة أعلام الفلسفة ٢/ ١٥ - ١٧، وتاريخ الفكر الأوروبي الحديث ٤/ ١١٠.