للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نعم، لكن هذي أول الخطوات نحو اللَّه.

خطى تصنعها الأبدان

وربي قصده للقلب

ولا يرضى بغير الحب

تأمل: إن عشقت ألست تبغي أن تكون شيبه محبوبك؟

فهذا حبنا للَّه

أليس اللَّه نور الكون

فكن نورًا كمثل اللَّه.

ليستجلي على مرآتنا حسنه) (١).

فإقراره في أول النص بالفرائض والأعمال الشرعية ليس على الوجه الشرعي بل على طريقة المسخ الصوفي إذ جعلها بعد ذلك مجرد خطى تصنعها الأبدان، ثم إذا وصل حالة الحب والعشق سقطت التكاليف وزال وجوب الأوامر الشرعية.

• الضلال:

وهو العدول عن الطريق المستقيم يسيرًا كان العدول أو كثيرًا، وهو ضد الهداية والاستقامة والصلاح (٢).

وقد وصف الحداثيون أنفسهم -طوعًا واختيارًا- بالضلال بل وتفاخروا به، مؤكدين من خلال ذلك حقيقة أمرهم من جهة، ومستخفين بوصف الضلال من جهة أخرى، وهذا غاية مرادهم، لا سيما أنهم في ضلالهم عن صراط اللَّه المستقيم، تعمدوا بكل الوسائل أن يكون في مضادة صريحة وجريئة مع دين الإسلام الذين يزن به المؤمنون، ويحكمون من خلاله على الأعمال والأشخاص بالهدى أو بالضلال، وما داموا في معركة صريحة ومفتوحة مع الدين القويم، فإنهم يحاولون اختصار المسافات لأتباعهم


(١) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٥٠٢.
(٢) انظر: مفردات الراغب: ص ٢٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>