للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• جائزة الإبداع الأدبي في إسرائيل:

وهي جائزة لا غبار على توجهها السياسي والثقافي، وقد منحت في سنة ١٤١٢ هـ للحداثي الفلسطيني النصراني "أميل حبيبي" الذي قال بعد إعلان ترشيحه للجائزة: (أشكر أعضاء لجنة التحكيم ذوي الحيثية الأدبية والعلمية المرموقة، على قرارهم منحي جائزة الإبداع الأدبي في إسرائيل، وأقدر وزير الثقافة زبلون هامر على قيامه بتبليغي بالجائزة شخصيًا) (١).

وكلمات الفرح والشكر هذه لم يكتبها يهودي أو أمريكي، وإنَّما حداثي عربي له عند الحداثيين العرب المقام الرفيع، إنه أميل حبيبي الذي يقول عنه إسحاق الشيخ يعقوب في ملحق الثقافة في جريدة عكاظ: (. . . اختار لنفسه البقاء والتشبث بالأرض (٢) عندما أدبر الكثيرون من بني جلدته، وانخرط في نار المعركة، وصلب قلبه على عوسجة رعناء، وتنسم عطر الأرض، وأعطى ولا يزال يعطي من نزيف قلبه وملكوت خطاباته المفعمة بالطيبة، الشامخة في الوطنية، المشبوبة على عزة النفس، وقسم الحياة الحرة الكريمة، تلكم الخطابات التي لم تنل من شرف وطنيتها جزمة جلواز ولا سلطان مال ولا جاه محتل، عرفته المحافل الثقافية والأدبية كأحد الروائيين المبدعين المرموقين الذين ينفردون بحضور أدبي وخصوصيات جديرة بالدراسة والتدقيق. . . هذا الكاتب الفلسطيني الكبير المناضل الجسور ضد الصهيونية) (٣).

كل هذه المدائح الكاذبة المغالطة للواقع، القالبة للحقائق، سردها هذا الكاتب، والظاهر أنه من منطلق اجتماعه مع أميل حبيبي في "الواقعية الاجتماعية" والنظرة الديالكتيكية للأمور، وهو الكاتب الذي نعى على تركي الحمد تركه لهذا الاتجاه وتحوله إلى الاتجاه الليبرالي الغربي.


(١) جريدة المسلمون في تاريخ ١/ ١٠/ ١٤١٢ هـ.
(٢) إشارة إلى بقاء أميل حبيبي في فلسطين وحصوله على الجنسية الإسرائيلية!!.
(٣) جريدة عكاظ، العدد ٨٤٨٨ في ١٠/ ٣/ ١٤١٠ هـ - ١٩٨٩ م: ص ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>