للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتواريخ المرتبطة بقيام الشيوعية، وغير ذلك (١).

• الولاء لليهود:

سبق في الفصل الرابع من الباب من الباب الأول ذكر التصورات الحداثية المتأثرة باليهودية، وذكر الشواهد العديدة على هذه القضية الخطيرة، وفيها أكبر الدلالة على الموالاة للمفسدين في الأرض، والتعاطف معهم، والاقتباس منهم.

بيد أن هناك بعض التصريحات الحداثية الدالة -سياسيًا- على العمالة والولاء لليهود.

ومن ذلك قول يوسف الخال: (يخطيء من يزعم أن إسرائيل إنّما وجدت كرأس جسر للغرب. . . أنا أعتقد أن القضية الفلسطينية لا تفهم على حقيقتها إلَّا باعتبارها جزءًا أساسيًا من المسألة اليهودية عبر التاريخ فمنذ أن خرج اليهود ومن مصر أحدثوا مشكلة كانت، أول الأمر، محلية، ثم صارت مشكلة رومانية، ثم بيزنطية، ثم لما انتشروا في العالم صارت مشكلة عالمية.

والتاريخ بجميع مراحله، كان معنيًا بحل هذه المشكلة، والإنسان يعجب بهذا الشعب القليل العدد الذي لاقى جميع أصناف الاضطهاد، على أجيال عديدة، ولكنه ظل متمسكًا بشخصيته الفريدة التي لم يتنازل عنها، وبادعائه بأنه شعب اللَّه المختار، وأنه معد لأن يخلص العالم، هذه الظاهرة تدع الإنسان بفكر بكون المسألة اليهودية ليست مجرد مسألة اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية مثلًا إيجاد مأوى لهم وخصوصًا بعد اضطهاد النازية لهم، مع أن هذا لاصق بجلد المسألة لا بقلبها.

ولا يكفي أن يفسر البعض نفوذ اليهود في العالم وقدرتهم على العودة إلى فلسطين تفسيرًا قائمًا على أساس ماركسي أو سياسي أو اجتماعي، ذلك لأن جوهر القضية هو أن اليهودية دين ودنيا، ولذلك فهي مرتبطة بجذور


(١) سبق الحديث بالتفصيل عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>