للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تاريخية في أرض معينة، وإذا كان هذا صحيحًا، فإن حل القضية يجب أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار. . .) (١).

ليست هناك مناصرة لليهود وتأصيل لنظريتهم -من وجهة نظر صهيونية- أبلغ من هذا القول.

ولما سئل الماركسي رشيد بوجدرة: من هو العدو الأول للإسلام حاليًا؟ أجاب: (إنهم المتعصبون (٢) لا الصهاينة ولا الشيوعيون. . .) (٣).

أمَّا محمود درويش فإنه لم يجد أفضل من أسلوب المعاتبة الودية الباردة لرفيقته اليهودية "تولميت" التي التقى بها في البار وفي المخدع وأظهرت يهوديتها، ومع ذلك عاشرها جنسيًا، وعاتبها باستحياء على هذا الموقف ولكنه قالها في ليلة عناق جنسي: (كل قومياتنا قشرة موز) (٤)، ثم يسترسل في الكلام عنها في كلمات على لسان هذه الداعرة اليهودية، التي تعاشر يهوديًا يؤمن بأحقية اليهود في أرض المسلمين في فلسطين، وتعاشر محمود درويش الذي أقنعها بإسقاط قشور القوميات والعقائد حسب وصفه (٥).

ويعاتب سميح القاسم رفيقه بل أحد كبار شعراء السوفييت "يفجني إيفتشنكو" الذي قال بأنه لا يعرف الحقيقة عن القضية الفلسطينية ومأساة اللاجئين (٦)، والذي قال في قصيدة له بعنوان "بابي يار" وهو واد في الاتحاد السوفيتي ذبح فيه هتلر بعض اليهود وقد ضمن سميح القاسم أقواله هذه في مقطوعته العتابية، وشرح معناها في الهامش، ومن ضمن أبيات


(١) أسئلة الشعر: ص ١٦٤.
(٢) يقصد دعاة الإسلام وحماته.
(٣) رأيهم في الإسلام: ص ١٧٦.
(٤) ديوان محمود دروش: ص ٣٣٩.
(٥) انظر: المصدر السابق: ص ٣٣٢ - ٣٤١.
(٦) انظر: ديوان سميح القاسم: ص ٦٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>