للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الأول الانحرافات المتعلقة بالربوبية]

توحيد الربوبية يقوم على ثلاثة أسس، هي الاعتقاد الجازم بأن اللَّه هو الخالق المالك المتصرف، فهو -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- خالق كل شيء وحده ولا خالق سواه، كما قال -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى-: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} (١)، {قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (٢)، وكل شيء سوى اللَّه مخلوق من عدم، موجود أوجده اللَّه بعد أن لم يكن، وخَلْقه سبحانه يشمل ما يقع من مفعولاته وما يقع من مفعولات خلقه.

وهو سبحانه المالك الملك المطلق العام الشامل، وكل شيء في ملكه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى-، قال-جَلَّ وَعَلَا-: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ. . .} (٣)، وقال -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى-: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١)} (٤)، وأمّا غير اللَّه فإن مَلَكَ فإن ملكه قاصر مقيد غير شامل، فهو وما يَملك مملوك للَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى-.

وهو سبحانه المنفرد بالتصرف في خلقه وملكه، وله التدبير الشامل الذي لا يحول دونه شيء ولا يعارضه شيء، كما قال -جَلَّ وَعَلَا- عن نفسه: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (٢)} (٥)، وقال سبحانه: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا


(١) الآية ٣ من سورة فاطر.
(٢) الآية ١٦ من سورة الرعد.
(٣) الآية ٨٨ من سورة المؤمنون.
(٤) الآية ١ من سورة الملك.
(٥) الآية ٢ من سورة الرعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>