للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخرافات، حيث جعل سيادة الرجل على المنزل وعلى المرأة خرافة (١)، وجعل الميراث خرافة (٢)، وكذلك الشعائر العبادية الاستعاذة والرقى والطهارة وأحكام الحيض (٣)، وجعل السعي بين الصفا والمروة من شعائر الجاهلية ومن الخرافات (٤)، وكذلك الختان (٥).

وبالجملة فالقوم قد استهدفوا أحكام شرع اللَّه تعالى بالرفض والرد والهدم، لكي يتمكنوا من إقامة شرائع جاهلياتهم المعاصرة، ومناهج ضلالاتهم المظلمة.

[الأمر الثاني: زعمهم بأنه لا حكم في الإسلام]

ففي سياق حربهم المستعرة ضد الإسلام وأحكامه وعقائده وحضارته، نصبوا أحابيل التلبيس، ووضعوا شرك التدليس، بحثًا عن أي ثقب يعينهم على تضليل أبناء المسلمين وغسل عقولهم، وإخراجهم من دينهم.

ومن ذلك أنهم يظهرون في مسرح المحترم للدين، فيدعون مرة أنهم يريدون تنزيهه عن النزول إلى ألاعيب الحكم والسياسية، ويدعون أخرى أنهم عارفون بالدين، مطلعون على حقيقته، وأنهم قد تبين لهم أن دين الإسلام ليس فيه إشارة للحكم أصلًا، وليس فيه أحكام دولة وسياسة ونظام حياة، بل هو مجرد عقائد بحتة وأخلاق، وهو في أحسن الأحوال -عند بعضهم- علاقة بين الفرد وربه، يحدد الفرد بنفسه نوعية ومكان وزمان هذه العلاقة بالكيفية التي يريد.

وبما أنهم قد استنسخوا عقائدهم الحداثية والعلمانية عن أسيادهم الغربيين، الذين ورثوا ثمرات الصراع الطويل بين الكنيسة والعلم، والكنيسة


(١) انظر: موسوعة الأساطير: ص ١٦.
(٢) انظر: المصدر السابق: ص ١٦.
(٣) انظر: المصدر السابق: ص ١٩.
(٤) انظر: المصدر السابق: ٥٧.
(٥) انظر: المصدر السابق: ص ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>