ينتظم كل عقائد الإسلام والإيمان فسوف يتيه في كل ما عدا ذلك، وهذا ما نلمسه حقيقة في عقائد الحداثيين والعلمانيين، المتوغل منهم في الإلحاد، والذي عاش على ضحضاح منه.
وقضية الرسل والرسالات هي إحدى القضايا التي عشيت أبصارهم عن رؤية حقائقها، وصمت آذانهم عن سماع براهينها، وجمدت عقولهم وقلوبهم عن تلقي أدلتها وعلومها، فعاثت بهم الحيرة، ومزقتهم الأهواء الفاسدة واعتلت على هاماتهم الأباطيل.
ولا غرو أن يكونوا بهذه المثابة وقد جحدوا أصل الأصول كلها وقاعدة الإيمان وركنه الركين.
القضية الثانية: مرّ معنا في الفصل السابق موقفهم من الوحي والكتب المنزلة، من تكذيب وتشكيك وسخرية واستهزاء ومضادة ومعاندة.
وما قالوه هناك في الكتب ينطبق على ما قالوه في الرسل الكرام لتلازم ما بين الأمرين في الأصل؛ ولأن الحداثيين تلقوا الانحراف في الرسل والكتب على السواء، باعتبار التلازم الذي بينهما، ثم إن أساتذتهم الذين أخذوا عنهم هذه الانحرافات تعرضوا للكتب والرسل معًا، وكذلك فعل التلاميذ.
إذن فهذا الفصل امتداد تفصيلي للفصل السابق، وفيه سوف نذكر أظهر أوجه انحرافهم في الرسل والرسالات، وهي:
١ - جحد الرسالات والتشكيك في وجود الرسل وفي صدقهم.