للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحمه اللَّه-، ويعتبر ما فيه معبرًا عن منطق: (العقل الإسلامي الأرثوذكسي) (١)، وأن هذا الكتاب (يتخذ أهمية كبيرة بالنسبة للتيار الإسلامي الراهن الذي يدافع عن خط الأرثوذكسية أي الإسلام الصحيح، أو ما يعتبرون أنه الصحيح، ذلك أن مشكلة الأرثوذكسية بهذا المعنى واسعة جدًا، فالمعنى. . . الأصلي لها يعني الخط المستقيم، أو الصحيح، والمعنى المصطلحي الديني يعني أن هناك إسلامًا وحيدًا مستقيمًا صحيحًا هو إسلام أهل السنة والجماعة بحسب السنيين، أو إسلام أهل العصمة والعدالة بحسب الشيعيين، أو إسلام المحكمة أو الشراة بحسب الخوارج. . .) (٢).

فتأمل كيف يعبث بهذا المصطلح الشرعي القويم، ويدخل عليه اللفظ النصراني "أرثوذكسي" ويخلط بين الحق والباطل، بل يعتبر أن افتقار المعاجم اللغوية إلى لفظ "أرثوذكس" يدل على قصرها وضعفها، ويطالب باختراع واشتقاق ألفاظ مصطلحات جديدة توافق الحياة الجديدة (٣).

وبالطبع هو يعني الحياة الغربية بكل حاضرها، وماضيها من وثنية إغريقية إلى نصرانية محرفة، إلى مادية حيوانية جاهلية معاصرة، ولذلك لا مجال عنده لمفهوم أهل الحق أو المنهج الصحيح؛ لأنه قد تلقى عن أساتذته أنه لا يوجد حق مطلق، ولا صواب محقق ولا ثوابت لازمة، ولا أصول راسخة.

• أهل السنة والجماعة:

وهم الذين ساروا على نهج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه في الأقوال والأعمال والاعتقادات.

وقد مرّ معنا في مصطلح أهل الحق كيف تعدى أركون بالعبث الكلامي السوربوني الفرنسي النصراني على هذا المصطلح.


(١) و (٢) الإسلام والحداثة: ص ٣٥٠.
(٣) انظر: المصدر السابق: ص ٣٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>