للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طغيانهم، ويصرون على أن درب الهلاك هذا هو درب النجاة والنهضة والتقدم، وما من علماني أو حداثي في بلاد المسلمين إلّا وهو يدعو بهذه الدعوة أو ببعض مفرداتها، مستدبرين الهدى والخير والضياء، ومستقبلين قبلة المغضوب عليهم والضالين.

وسوف نرى في ما تبقى من هذا الفصل الشواهد العديدة على مقدار انحرافاتهم في القضايا الاجتماعية والنفسية، بيد أنه لابد من التنبيه على أن القضايا الاجتماعية تنبع من أحوال نفسية، وتؤثر فيها في الوقت نفسه، وقد قال اللَّه سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (١) وقال -جَلَّ جَلَالُهُ-: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا} (٢).

ومن هذه الحقيقة وجب الربط بين القضايا النفسية والقضايا الاجتماعية.

وقد شرحت في الفصل السابق لهذا الاتجاه النفسي الذي شاع في الغرب فأثر في سلوكهم وأخلاقهم، كما أشرت إلى شيء من ذلك فيما مضى من هذا الفصل، وعلى ذلك فإن الكلام عن انحرافاتهم في القضايا الاجتماعية سيتضمن انحرافاتهم في القضايا النفسية مع ذكر وجه فيه الربط بين الانحراف النفسي والاجتماعي.

[وانحرافاتهم في أوجه عديدة منها]

١ - المضادة للمجتمع ومعاداته.

٢ - السعي في إفساد المجتمع.

٣ - إسقاط مفاهيم الأخلاق والقيم والتقاليد من المجتمع.

٤ - نفي قيام مجتمع على أساس ديني.


(١) الآية ١١ من سورة الرعد.
(٢) الآية ٥٣ من سورة الأنفال.

<<  <  ج: ص:  >  >>