[الفصل الرابع الانحرافات في القضايا الاجتماعية والنفسية]
يعتبر هذا الفصل تكملة للفصل السابق وتتمة له، فقد سبق أن ذكرت فيه أصول السلوك والأخلاق، والتي تنطبق على الجماعة كما تنطبق على الفرد، وتصح في الذات الواحدة منفردة كما تصح في الذوات مجتمعة.
فالسلوك الاجتماعي الظاهر يدل على الخلق المستقر في نفوس أفراد ذلك المجتمع.
كما أن ضبط السلوك الاجتماعي وتوجيهه نحو الأحسن والأجمل والدعوة إلى التزام مكارم الأخلاق وفضائل الآداب واجتناب الأخلاق الذميمة كل ذلك من مقتضيات العقل والدين والفطرة، وهو من الأمور التي يجب العناية بها والرعاية لها والمحافظة عليها، من خلال بث الإيمان وحفظه وتقوية أسباب رسوخه؛ لأن الأخلاق والسلوك الاجتماعي والفردي مرتبط بالإيمان، ومتداخل مع العبادات.
وما أحدثته الجاهلية المعاصرة في الأخلاق الشخصية من انحرافات وصل تأثيره إلى الأخلاق الاجتماعية.
فالمجتمعات التي اهتز إيمانها باللَّه تعالى، وجودًا أو ألوهية، أو التي لم تقم بواجب العبادة له سبحانه، تكون بذلك قد وضعت أكبر مدمر لصرحها الاجتماعي، بمقارفة أعظم الرذائل الخلقية ومجانبة أعظم الفضائل