للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين الشاعر ومتلقيه فقد كرر قوله أن هذا الانتساب "اضطراري"، وبذلك يلتقي مع يوسف الخطيب حين أباح لنفسه أن يرفع من بعض القصائد التي ضمها "ديوان الوطن المحتل" أبياتًا تصرح بإيمان صاحبها كماركسي عربي، هذا على الرغم من الأحاديث المتعددة التي يعترف فيها أولئك الشعراء بماهيتهم الايديولوجية فخورين بتفجر شعرهم من نبع هذا الانتماء الأعمق إلى آلام الشعب الفلسطيني والعربي عمومًا) (١).

وقالت مجلة اليمامة عن محمود درويش: (شاعر القصيدة المطولة بلا منازع، وهو الذي يجعل القصيدة عالمًا من الصور والأحلام والكوابيس التي تتداخل وتتعاقب في خط فني. . .) (٢) إلى آخر المدائح المجانية.

• • •

ثالثًا: التصورات المتأثرة بالنصرانية:

يتشكل أدب "الحداثة" في أظهر صوره وأشكاله من ثلاثة ملامح أساسية: الوثنية، والمادية الإلحادية، والنصرانية.

وقد تشكلت هذه الصورة القاتمة كما ذكرنا في أول هذا الفصل على يد نصارى العرب من المهجريين ثم من الإعلاميين ثم من الحداثيين (٣).

وكانت اللبنات الأولى تضعها الأيدي النصرانية العربية المرتبطة اعتقاديًا وسياسًا وحضاريًا بالغرب أبناء ملتهم وإخوانهم في الدين.

ثم تلفق هذه الأفكار من ضل من أبناء المسلمين، ورتعوا فيها وشربوا منها شرب الهيم، فكانوا أشباهًا لأساتذتهم وفي أحيان أخرى - كانوا أكثر حماسة وأشد تعصبًا.

وعلى آية حال فقد فرض النصارى ألفاظهم ورموزهم ومصطلحات


(١) ذكريات الجيل الضائع: ص ٢٤٨.
(٢) مجلة اليمامة عدد ٨٩٧ في ٩/ ٧/ ١٤٠٦ هـ: ص ٦٣.
(٣) انظر: ص ٦٨٥ - ٦٩٠ من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>