للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المظهر الثامن من مظاهر الانحراف في توحيد الألوهية: معاداة السماء]

ويريدون بالسماء: اللَّه -جل جَلَالُهُ- والوحي والدين والشريعة والعقيدة، والنبوات ونحو ذلك، ولهم في استعمال لفظ "السماء" بهذه المعاني أصناف مكر يفضي في حسبانهم إلى تدمير الدين فيها ووضعها في قوالب الاستخفاف والسخرية والدنيس.

وتلك خبيئة الحداثة، وقتام مبادئها وأصولها الخبيثة، ولون من ألوان ارتكاسها وأصحابها في ظلمات أهل الماديات من المغضوب عليهم والضالين والملحدين.

وقد تفنن الحداثيون في استجلاب اعتراف ورضى أسيادهم من أهل الغرب، وأول علائم تفننهم سعيهم الحثيث في النيل من عقيدة الأمة وشريعتها وسائر مقوماتها الأساسية بالضلال السافر أحيانًا، والمحتجب أحيانًا أخرى.

وسوف أورد هنا بعض الشواهد على معاداتهم للسماء على اعتبار أن السماء عندهم تمثل الألوهية والربوبية، وتمثل الإسلام والدين والوحي والهدى.

فمن ذلك قول نزار قباني حينما ناقشه منير العكش (١) في كتابه أسئلة الشعر قائلًا: (. . . حين لا يجد الشاعر له مطابقًا لغويًا أو رمزيًا على الأرض لهو أكبر دليل على تحدي السماء) (٢).

أجاب قباني: (لا أزال أصر على أن السماء لا تعرف أن تكتب شعرًا،


(١) منير العكش، ناقد حداثي، له كتاب "أسئلة الشعر" قدم له بمقدمة نقدية للحداثة، كشف فيه بعض عوارها من وجهة نظر حداثية أيضًا وأجرى فيه مقابلات مع مجموعة من كبار الحداثيين واجههم فيها بأسئلة قوية جارحة، كل ذلك في إطار تصحيح مسار الحداثة حسب رأيه!!.
(٢) أسئلة الشعر: ص ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>