للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقرن أدونيس الفاتحة بالصليب قائلًا:

(الشارع أمرأه

تقرأ، حين تحزن، الفاتحة

أو ترسم الصليب

والليل تحت نهديها

محدب غريب) (١).

• الفرقة الناجية:

وهم أهل السنة والجماعة الذين نجوا من التفرق والهلاك في النار، وقد مرّ معنا كلام أركون عن ذلك عند مصطلح أهل السنة (٢)، أمَّا جابر عصفور، وله في عقله من اسمه نصيب، كما قال الشاعر:

وقلما أبصرت عيناك ذا لقب … إلّا ومعناه إن فكرت في لقبه (٣)

فإنه يتحدث في هجومه على علماء الإسلام ودعاته ويرمي بسهام حقده على الإسلام تحت مسمى أنه يهاجم "إسلام النفط" وهي جُنة يتخذها ليصد عن سبيل اللَّه، كما اتخذ أسلافه أيمانَهم جُنة.

يتحدث "عصفور العقل" أن الإسلام في هذه البلاد يقوم على مقولة تعتمد على ثلاثية النقل والاتباع والتقليد، ثم يفسر ذلك وفق هواه العلماني، ثم يقول: (وإذ تبرر هذه المقولة حتمية الوصاية وتؤكده، فالإنسان الخطّأ بطبعه لن ينجو من الضلالة إلّا بإرادة متعالية عليه، هذه الإرادة يسبق في حال مقدورها إيقاع الضلالة على البعض وإيقاع الهداية على البعض المقابل. . . ولكن لأن الضلالة كالنجاة، مقدورة سلفًا، فإن خطاب الفرقة الناجية ينطق ما هو مقدور عليها ولها، فهو خطاب ينفرد بالمعرفة دون غيره،


(١) الأعمال الشعرية لأدونيس ٢/ ١٨٥.
(٢) انظر: الإسلام والحداثة: ص ٣٥٠.
(٣) بيت من الشوارد ذكره ابن القيم في زاد المعاد ٢/ ٣٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>