للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومع ذلك كله لم تسلم "الشريعة" في لفظها ومعناها من عبثهم كقول نزار قباني:

(كوني إذن حبيبتي

واسكتي

ولا تناقشي في شرعية حبي لك

لأن حبي لك شريعة

أنا أكتبها

وأنا أنفذها) (١).

• الشهيد:

درجة عالية يعطيها اللَّه تعالى من مات مؤمنًا مجاهدًا في سبيل اللَّه.

وهذا الدرجة الرفيعة والمنزلة العالية عبث بها أهل العلمنة والحداثة أشد العبث، فجعلوا من مات منهم على كيفية معينة شهيدًا، ولو كان أكفر الكافرين وأشد الطغاة الملحدين، ولنأخذ أمثلة على ذلك من أقوالهم.

كتب أحد الماركسيين اللبنانيين في أحد كتبه عنوانًا هو: "حسين مروة (٢) شهيدًا. . ولا يزال ساهرًا" (٣)، وحسين مروة هذا من كبار منظري الإلحاد الماركسي، ومن أعمدة الحداثة العربية، قتل عام ١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م فندبه الحداثيون ندبًا شديدًا وبكوه أشد ما يكون البكاء.

كتب أحد أتباع الحداثة المحليين: (أرض أولى بلا مروة. . . في إحدى البيوت يدخلون رصاصهم إلى رأس لا ذنب لها سوى أنها تنقش الحبر على قامة النهار، رأس شيخ كان للتو يتلو أناشيدة لمن بقي من العائلة، رأس كانت تنطق حمى هذا الزمن الواقف، هذا الزمن المتهلهل، هذا الزمن المؤامرة، من فوهات بنادقهم التي جعلوا صوتها مكتومًا لعارهم وذلهم، أطلقوا النار على


(١) الأعمال الشعرية لنزار ٢/ ٤٩٠.
(٢) سبق: ص ٧٠٨.
(٣) شخصيات وأدوار لمحمد دكروب: ص ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>