للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النقد التاريخي لتاريخ النصرانية فأبعد الطابع التقديسي عن الأبحاث في الكتاب المقدس لديهم، وأسس شرحًا علمانيًا له، بنظرة نقدية فيلولوجية "طرق نقدية تعتمد على التاريخية والمقارنة" اعتبرت أن الأناجيل روايات تاريخية متناقضة، واستبعد رينان كل الخوارق والمعجزات (١).

وهذا المنهج نفسه أخذه الحداثيون والعلمانيون العرب وحاولوا تطبيقه على الإسلام.

[٥ - بولتمان رودولف (١٨٨٤ - ١٩٧٦ م، ١٣٠١ - ١٣٩٤ هـ)]

كاتب وفيلسوف لاهوتي ألماني، كان رائد حركة "نزع الطابع الميتولوجي" أي الأسطوري عن النصرانية، وتقول كتب تراجم الفلسفة بأن فكره اليوم يستلهمه الذين يسمون "لاهوتيي موت اللَّه" -تعالى اللَّه وتقدس- كان ابنًا لقس لوثري، درس تاريخ العهد الجديد، ودرس اللاهوت، ألف كتبًا بعنوان "العهد الجديد، إنجيل يوحنا" و"لاهوت العهد الجديد" و"يسوع المسيح والميتولوجيا" اهتم فيها بالجانب النقدي التاريخي للجانب "العجائبي" أي العجيب، والجانب الذي يسميه "الأسطوري" وركز على شطب الجانب العجيب والجانب الأسطوري من الوحي حسب رأيه (٢).

وقد اقتدى به الحداثيون وساروا على منواله وخاصة أركون في كتابه الفكر الإسلامي قراءة علمية كما سوف يأتي.

هؤلاء الخمسة هم أشهر فلاسفة الغرب من اليهود والنصارى الذين أسسوا مناهج فلسفية نقدية وتاريخية لدراسة الوحي المتمثل لديهم في الكتاب المقدس عندهم، وقد سار الكتاب العرب على منوال هؤلاء، واستعاروا مفرداتهم ومناهجهم، وارتدوا أزياءهم الفكرية والفلسفية، وجاؤوا بحماس من يريد الهدم


(١) انظر ترجمته في: المعجم الفلسفي: ص ٣١٠ - ٣١٢، وموسوعة أعلام الفلسفة ٥١٨١١ - ٥٢١، وتاريخ الفكر الأوروبي الحديث ٤/ ١١٠.
(٢) انظر ترجمته في: المعجم الفلسفي: ص ١٨٥ - ١٨٦، وموسوعة أعلام الفلسفة ١/ ٢٧١ - ٢٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>