فالأسرة والزواج -عندهم- من بقايا البرجوازية ومن التصورات اللاهوتية المترسبة، ولذلك دعت الشيوعية إلى الجنس المشاع والإباحية المطلقة، وجعلت ذلك من أهم أهداف الثورة الشيوعية.
وقد تبنت الدول الشيوعية عمليًا محاربة الدين وأعلنت ذلك رسميًا وقامت بتدريس الكفر والإلحاد، وبذلت كل الوسائل للتنفير من الدين والأخلاق، واعتبرت أن الحق والعدل والفضيلة والصدق وغيرها من الفضائل الخلقية مجرد هراء، ولا وجود لشيء من ذلك إلّا في أذهان اللاهوتيين والمثاليين!!.
واعتبروا بث هذه الأفكار ونشوها عنوانًا للوعي والتقدم والنضال الشريف، واعتبروا أي دعوة للدين أو للإصلاح الأخلاقي أو الاجتماعي علامة تخلف ورجعية يجب على الثورة الشيوعية مقاومة ذلك، ويجب على الثوار المناضلين استئصال أولئك بالقتل والاغتيال.
وفي سياق التعصب الشيوعى الماركسي لا يسمح لأي أحد أن يناقش أو ينافس العقيدة الماركسية، ولابد أن تسيطر على كل مناحي الحياة، فالعلم يجب أن يكون أداة لبث الإلحاد، وترسيخ العقيدة الماركسية والأدب والفن لابد أن يكون في بوتقة "الواقعية الاشتراكية" والإعلام يقوم بالدعاية للشيوعية ومشاريعها وشخصياتها، والدعاية المضادة للمخالفين والمناوئين لها.
ثانيًا: التفسير الجنسي الحيواني:
يعتبر اليهودي فرويد أشهر من تبنى التفسير الجنسي ونشره ودافع عنه بتعصب شديد، ولم يكن فرويد أول من تحدث عن اللامعقول ولا الجانب الشهواني من الطبيعة البشرية، بل هو أظهر من تجرأ فأشار إلى هذه الجوانب، لقد كانت أوروبا تعج بالآراء والأفكار الجنسية الشهوانية (ولم يكن فرويد هو العالم الوحيد الذي كان يبحث في الجنس وقضاياه، بل كان هناك أيضًا العالم الاشتراكي الرائد في علم الجنس هافلوك إليس، ففي العشرينات من القرن العشرين، سقط الاحتشام الفكتوري المألوف، وقد أصدرت الروائية البريطانية إلينور جلن روايتها "ثلاثة أسابيع" حيث روت فيها